همسة في أذن معدد

الخطبة الأولى:

الحمد لله القائل في محكم التنزيل، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:    ﴿فَانكِحُواْ   مَاطَابَ  لَكُم   مِّنَ   النِّسَاء   مَثْنَى   وَثُلاثَ   وَرُبَاعَ   فَإِنْ   خِفْتُمْ   أَلاَّ  تَعْدِلُواْ  فَوَاحِدَةً  أَوْ  مَا  مَلَكَتْ  أَيْمَانُكُمْ  ذَلِكَ  أَدْنَى  أَلاَّ  تَعُولُواْ   ﴾ [النساء آية : 3]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فأوصيكم عباد الله بتقوى الله وطاعته، {يَا   أَيُّهَا  الَّذِينَ  آمَنُواْ  كُونُواْ  قَوَّامِينَلِلّهِ  شُهَدَاءَ   بِالْقِسْطِ  وَلاَ  يَجْرِمَنَّكُمْ  شَنَآنُ  قَوْمٍ  عَلَى  أَلاَّ  تَعْدِلُواْ  اعْدِلُواْ  هُوَ  أَقْرَبُ  لِلتَّقْوَى  وَاتَّقُواْاللَّهَ  إِنَّ  اللَّهَ  خَبِيرٌ  بِمَا  تَعْمَلُونَ  } [المائدة: 8].

أيها الأحبة في الله: لقد شرع الله تعالى الزواجَ للجنسين، وجعل للرجل حق الزواج من عدد من النساء إلى أربع، ولكن بشرط العدل بينهن.

ولكي تتحقق السعادة الزوجية في كل الأسر، ومع كل الزوجات، فلا بد من التبصر قبل الإقدام على هذا المشروع الكبير، الممتد أثره مدى الحياة، على الرجل وزوجته الأولى، وزوجته الأخرى، وأولادهم جميعًا، بل على المجتمع كله، فقد أشارت بعض الدراسات إلى خطورة الإقدام على الزواج الآخر دون بصيرة بالسبب الذي دفع الرجل، وعدم الوفاء لنفسه بتحقيق المأرب الذي سعى إلى سده.

وقد وردت نماذج كثيرةٌ لبعض مراكز الإصلاح الأسري، وازدحمت بها أَرْوِقَةُ المحاكم، واشتكى منها المجتمعُ بِأَسْرِهِ؛ نتيجةً لعدم مُراعَاةِ الضَوابِطِ الشرعيَّة، فهَمُّ بعضهم الوحيد قَضَاءُ الوَطَرِ دونَ الالتفات إلى ما عليهم من واجباتٍ وحقوق، وهذه نَظْرَةٌ خاطئة لا تُرضِي اللهَ تعالى، نَتَجَ عنها ما حَصَلَ مِنْ تضييعٍ للأبناء وازدياد نسب الجرائم، وتدمير لنفسيات الزوجات، وارتفاعِ نسبِ الطلاق، وهذه بعض النماذج:

تقول إحداهن: بعد أن تزوجَ بالزوجة الثانية أهملَ الأبناءَ وتربيتَهم، لقد هَجرَنا حتى أنَّي أَتَأَلَّمُ حسرةً حين أرى أبنائي قد حُرِمُوا أساسات الحياة، ولا أدري كيف أُلَبِّي مطالبهم وأصبحت أعباءُ الحياة حملاً ثقيلاً لا أستطيعُ حملها.

وثانية تقول: يَصرِفُ على البَيْتَيْنِ نفس المصروف بدعوى العدل، مع أنَّ بيتنا بحاجة إلى مصروف أكبر، فَلَدَيَّ أبناءٌ ولهم حقوقٌ على أبيهم سواءً في النفقة أو الرعاية.
وثالثة تشكو فتقول: أبنائي في عُمُرِ المراهقةِ وبحاجةٍ لأبيهم ومُرافَقَتِه، لكنَّه مشغولٌ بزوجاتِه، وكلُّ واحدةٍ مِنَّا تشكو نفسَ الحالِ، فهو لا يعرفُ سوى الإنجابِ، أمَّا التربِيةُ فلا هَمَّ لهُ بِها حتى إنَّه لا يعرفُ المراحِلَ التي يَدرسُ بِها أبنَاؤهُ، بلْ ويأتي الأسبوعُ والأسبوعانِ ولَمْ يَرَ بعضَهم.
ورابعة تقول: لقد أهملَ زوجتَه الأولى بعد الزواجِ مِنِّي، وأخافُ أنْ يُعاقِبَنِي اللهُ بسببِ زواجي منه.
وخامسة: بعد زواجِه مِنِّي بشهرين اعتذرَ لي بعدمِ قدرتِه على إكمالِ الحياة الزوجية بسبب ظروفِه الماديَّةِ، فلماذا تزوجنِي إنْ لم تَكنْ لديه الباءَةُ؟!
وسادسة: بعد أن تَزَوَّجَنِي بِمدَّةٍ، اعترفَ بعدمِ استطاعتِه إكمالَ الحياةِ الزوجيةِ مَعِي؛ لأنَّه لا يريدُ أنْ يفرِّط بأمِّ أولادِه وأولادِه، فلمَاذا تزوجني إنْ لم يكنْ قادرًا على إدارة بيتين؟!!

أيها الزوج الفاضل..

إن زواجَك بأكثرَ مِن زَوجةٍ حَسْبَ الشرعِ أمرٌ أباحه الله سبحانه وتعالى؛، ولكن المشكلة أخي الزوج هي في عدم العدل الشرعي المطلوب؛ سواء بالنفقة أو المبيت أو غير ذلك، إما لهوًى، أو لجهلٍ في مفهوم تطبيق التعدد وضوابطه الشرعية، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كانَتْ لَهُ امرأتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهما جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وشِقُّهُ مَائِلٌ” [أخرجه أبو داود 2135 وصححه الألباني]، فَيَا لَهُ مِن وَعِيدٍ يَهُزُّ كِيَانَ كلِّ مُؤمِنٍ!!

– حذارِ أن تستسلمَ للضغوطِ بعد زواجِك وتطلّق إحدى زوجاتك تحت ضغط الأخرى.

– ثِقْ أيها المعدّدأنَّه لم يَتبَادرْ الشكُّ يومًا إلى زوجتِكَ الأولى في مشروعية التعدد ولاغَفَلَتْ عن حكمة الله في تشريعه للأُمَّةِ، بل لم يتبادر إلى ذهنها أن تعترضَ أو تَتَسَخَّطَ، وهذه ثوابتٌ في عقيدتها لا نقاشَ فيها، وكونها تشعر بالغيرة من زوجتك الأخرى فهذا لا يعني الاعتراضَ منها، بل لأنها وبكل بساطة تُحِبُّكَ، نعم تحبك وقلبها يخفق بتقديرك وإعزازك، لا تستطيع الحياة من دُونِكَ، ولا أحلامَ لها ولا آمالَ من دونِ مشاركتِك، نعم هذه الحقيقةُ، ولِهذا تَغَارُ عليكَ، فاعْذُرْها رعاك الله، وتقبّل غيرتها وقدِّرْ لها مشاعرها.

– أيها المبارك: حَافِظْ على الخصُوصِيَّةِ المطلقة لعلاقتك مع كل زوجة من زوجاتك بكل أبعاد تلك الخصوصية، ولا تنقض هذه الخصوصية حتى في أشد حالات خصومتك مع إحداهما، فما بينكما ميثاقٌ غليظ احترس من نَقْضِهِ بنشرِ أسرَارِهِ، ولا تفتح بابًا من أبواب الشرِّ والخصومة، ولِتَبْقَ تلك العلاقة الشديدة القرب محطة أمان تجعل كل واحدة منهما تشعر بالراحة والطمأنينة معك حتى في أحلك الظروف.

– لكل إنسان صفاته التي يتصف بها، وله محاسنه ومساوئه، فلا تقارن بين زوجاتك مهما كان وجه الشبه أو الاختلاف؛ فالمرأة تكره المقارنات حتى لو كانت بينها وبين أختها.

لا تنقل لإحداهن محاسن الأخرى وما يعجبك فيها، فهذا يجرحها ويُفقدها صوابها.

تجنّب إهمال مشاعر إحداهن أو جرحها مقابل رضا الأخرى مهما كانت الأسباب والدوافع؛ فإن هذا كفيل بحرق كل المشاعر الجميلة التي تحملها لك.

لا تنفرد بواحدة حين تضطرك الظروف لجمعهما في مكان واحد، واحذر من عبارات أو حركات خفية تخص بها إحداهما ظنًّا منك غفلة الأخرى.

لا تتحيز ولا تنتصر لرأي واحدة منهما أمام مرأى الأخرى أو مسمعها؛ فهي لن تفسر هذا إلا بتفضيلك الأخرى وميلك لها.

– لا تنْزَعجْ من ردَّاتِ فِعْلِهِنَّ الناتجة عن غيرتهن وتعامل معها بحكمة، فقد كسرت عائشة رضي الله عنها الصحفة فلم يعنف الحبيب عليه الصلاة والسلام ولم يزجر، واكتفى بقوله الدالّ علىتقديره لمشاعرها وغيرتها: (كُلُوْا غَارَتْأُمُّكُمْ مَرَّتَيْنِ،ثُمَّأَخَذَرَسُولُاللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-  صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَبِهَاإِلَى أُمِّسَلَمَةَ، وَأَعْطَىصَحْفَةَ أُمِّسَلَمَةَ عَائِشَةَ) [أخرجه النسائي 3956 وصححه الألباني].

_ تغاضَ قليلاً عن متابعة وملاحقة إحداهن لك أو لجوالك وذهابك وإيابك وخاصة في يومها؛ فقد تبعت أمنا عائشة رضي الله عنها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المقابر، وأغلقت ميمونة رضي الله عنها دونه الباب حين ظَنَّتْ – لِفَرْطِ غيرتِها – أن حبيبَها ذهب لإحدى زوجاته في ليلتها.

ولن تكون أنت كرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن تكون هي كعائشة وميمونة رضي الله عنها.

عباد الله، التائب من الذنب كمن لا ذنب له، توبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الأخرى:

       الحمد لله بيده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله واعدلوا بين نسائكم، فقد تدفع الغيرة إحداهن لتقع في غيبة الأخرى فَتنْتَقِصُها في خُلُقٍ أو خِلْقَةٍ، فلا تسمح لهذا أن يقع في حضرتك، وأظهر غضبك لله مقتديًا بفعل الحبيب صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها حين قالت له: “حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ : لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ” [أخرجه أبو داود 4877 وصححه الألباني].

فمع حبه الشديد لعائشة -رضي الله عنها- إلا أن هذا الحب لم يجعله يسكت عن منكر سمعه فقد غضب غضبًا شديدًا وأرشدها.

أَعْطِ كلَّ واحدة حقها في نُزهة جميلة، أو زيارة لمكة المكرمة أو المدينة المنورة أو أيّ مكان آخر تحبه زوجتك.

حَذَارِ أن تتلذذ وتتفاخر برؤية زوجاتك يتصارعن ويتنافسن من أجلك؛ فتؤجج حدة الصراع بينهنرغبة منك في الشعور باهتمامهن وعنايتهن؛ فإن هذا لا يفعله إلا ضعيف الشخصية وليس أنت.

– ساعد – بارك الله فيك – على تكوين صورة إيجابية لدى كل واحدة عن الأخرى، فذلك يسمح بعلاقة طيبة بينهن، وكن وسيط خير بحكمتك وكياستك في نقل حديث طيب قالته إحداهن في حق الأخرى، أو مبادرة جميلة صدرت منها تجاه الأخرى، وتأكد أن سياستك هذه ستجعلك تعيش بين وَرْدَتَيْنِ وليس ذِئْبتَيْنِ؛ فَتَخيَّرْ لنفسك أحلى العيشتين.

لا تُكره إحداهن على زيارة الأخرى، أو التواصل معها، أو حتى التجاور في المسكن، ودَعْ الأمور تجري في مجراها، واسلك لذلك مسلك الحوار الهادئ والتخيير وليس الإجبار.

حَدِّثْهُنَّ عن علاقة عائشة رضي الله عنها بحفصة رضي الله عنها، ورَغِّبْهُنَّ بأن يَكُنَّ صديقات مثلهما. 

اعدل بين أبنائك من الاثنتين، وخذ بالحسبان أن حاجات الأبناء ومصاريفهم لا علاقة لها بالعدل بين الزوجات، فلكل بيت مصروفه، ولكل ولد أو بنت احتياجاتها.

– ابذل كل جهدك للتأليف بين أبنائك من الزوجتين، ولا تجعل غيرة أمهاتهم سببًا لفرقتهم أو النزاع بينهم؛ فعلاقتهم الأخوية فوق كل نزاع، واحرص أن تجمعهم ما بين الحين والآخر سواء بنزهة أو اجتماع أسبوعي ترعاهم بحبك واهتمامك دون تفرقة، مما يجعلهم ينشأون على حب بعضهم والشعور بالانتماء لأب واحد وأسرة واحدة.

اطلب من أهلك ألا يعقدوا مقارنات ومفاضلات بين الاثنتين فيتحيزوا لواحدة منهما بمعاملة خاصة على مسمع الأخرى.

أيها الإخوة:

إن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- معلم البشرية وأعظم الأزواج قاطبةفيها كلُّ خَيْرٍ، وهي زاخرة بمواقفه الدَّالةِ على تقديره لمشاعر نسائه وغيرتهن، وبطرق معالجة تلك الغيرة، وكيفية التعامل مع مشاكلهن الناتجة عن ذلك؛ فأقبل -أيها الزوج- على تلك السيرة العظيمة والقدوة الحسنة التي ارتضاها لك ربُّكَ بقوله جلَّ شأنُه: ﴿ لَقَدْكَانَلَكُمْفِيرَسُولِاللَّهِأُسْوَةٌحَسَنَةٌلِمَنْكَانَيَرْجُواللَّهَوَالْيَوْمَالآخِرَوَذَكَرَاللَّهَكَثِيرًا﴾ [سورة الأحزاب : 21]، وقلْ لكلِّ لائِمٍ لكَ: خَفِّضْ جناحَكَ، وحَسِّنْ عِشرتَكَ مع أزواجك: هكذا كان محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبه اِقْتَدِه، فهوالقُدْوةُإلىالخيروالأُسْوةُبينالنّاسإلىرضوانالله والسعادة في الدارين.  

– اِرفعْ يديك وابتهلْ إلى الله تعالى -أيها الزوج الفاضل- بأن يرزقك العدل، ويهبك الحكمة، ويلهمك الرشد والصواب في التعامل مع زوجاتك بما يرضيه سبحانه، فإن ذلك لا يُوفَّقُ إليه إلا سعيد، أسأل الله أن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

وأخيرًا، فالزواجُ نعمةٌ من نِعَمِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ، وحينَ شرعَ سبحانَه التعددَ فإنَّما شَرَعَه لِحِكَمٍ عظيمةٍ؛ عَلِمَها مَنْ عَلِمَ وجَهِلَهَا مَنْ جَهِلَ، ولا يُنكرُ تلك الحكمَ إلا جاهلٌ أو معاندٌ أو حاقدٌ على الإسلامِ وأهلِه وعلى المرأةِ نفسِها…، وما يحصلُ الآنَ من ممارساتٍ سيئةٍ سواءً من بعض الأزواجِ المعدِّدينَ، أو الضرائرِ، أو الإخوةِ غيرِ الأشقاء، أو زوجاتِ الآباءِ، فإنما يُحسَبُ عليهم وحدَهُم، فليسَ الخطأُ في التشريعِ وإنَّما في التطبيقِ، وفي تصرفاتِ الناس التي لا علاقةَ لها بالتعددِ في الإسلام.

 فَحَذَارِ أيها الزوجُ المعدِّدُ، بل والزوجات وأولادهم! حَذَارِ مِن الصَّدِّ عن سبيلِ اللهِ بتصرفاتِكم غيرِ المحسوبةِ والتي يستغلُّها أعداءُ الإسلام لِشَنِّ حملةٍقاسيةٍعلىالإسلامِوإيرَادِ الشبهاتِ والتشكيكِ فيه…

 والمنْتَظَرُ منكم -وأنتُم لبنةٌ عظيمةٌ من لبناتِ المجتمعِ المسلم- أنْ تسهموا في تكوين صورةٍ مُثْلَى لهذا الدينِ العظيمِ؛ من خلالِ الالتزامِ بتطبيقِ شرعِ اللهِ والاقتداءِ بسنَّةِ نَبِيِّهِ – صلى الله عليه وسلم – والتَخَلُّقِ بأخلاقِه؛ من ضبْطِ النَّفْسِ وسَعَةِ الصدرِ وكَظْمِ الغيظِ والْحِلْمِ والعفوِ. أرجو من اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يُلهمَ الجميعَ الرشدَ والصوابَ، وأن يسعدَهم في ظلِّ شَرْعِهِ.

اللهم يا  عظيم العفو، يا واسع المغفرة، يا قريب الرحمة، يا ذا الجلال والإكرام، هب لنا العافية في الدنيا والآخرة، {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرّيّاتِنَا قُرّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74].

اللهم اجعل رزقنا رغدًا، ولا تشمت بنا أحدًا، اللهم رغِّبنا فيما يبقى، وزهِّدنا فيما يفنى، وهبْ لنا اليقين الذي لا تسكن النفوس إلا إليه، ولا يعوَّل في الدين إلا عليه، اللهم إنا نسألك بعزك الذي لا يُرام، وملكك الذي لا يُضام، وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفينا شر ما أهمنا وما لا نهتم به، وأن تعيذنا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا برحمتك يا أرحم الراحمين. 

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، ووفق حكام المسلمين لما فيه الخير لشعوبهم، ونصرة دينهم، وتحرير مقدساتهم، ووحد على الخير صفوفهم، واجعل عبادك فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك إنك أنت السميع العليم.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، التي تعينه على الخير، وتدله عليه. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  

_______________

المصدر الرئيس: هَمْسَاتٌ مُؤْمِنَةٌ إلى أُسْرَةِ مُعَدِّدللأستاذة مؤمنة مصطفى الشلبي.



اترك تعليقاً