خطبة بعنوان – كبار السن

الخطبة الأولى/حقوق كبار السن

الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق، ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ مَن أسلم وجهه لله فلم يَجِدْ حَرَجًا، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، الصادقُ الْمَصْدُوقُ مَدْخلًا ومَخْرَجًا، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومَن اتَّخذ دينه شريعةً ومنهجًا.

عباد الله، يقول الله تبارك وتعالى﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ﴾ [غافر: 67].

مرحلة الشيخوخة، مرحلة الوقار والجوائز، مرحلة التقدير والتحصيل، مرحلة الحصاد والخبرة العميقة، مرحلة الصفاء والشفاء من التعلق بالصغائر، إنها مرحلة الكبار وكفى.

﴿ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ﴾ [غافر: 67]، إنها في الجسد مرحلة ضعف؛ قال تعالى﴿ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]، فالأيام ومُضيُّ الأعوام وعوامل النحت تعمل عملها في جسد الإنسان؛ وقد عبَّر عن ذلك نبي الله زكريا حينما قال﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]، فهذه طبيعة الإنسان، أن يَهِنَ عظمه، وتضعف قوته وحيلته، ويفتقر إلى معونة غيره.

وكلما استعد الإنسان لهذه المرحلة بالغذاء الصحي، والرياضة المناسبة لعمره كالمشي والسباحة والتمارين الملائمة له، كلما تأخرت تعبيرات جسده عن هذه المرحلة، وكلما ارتبط الكبير بحفظ القرآن ومراجعته أكثر، كلما وقى نفسه من أعراض (الزهايمر)، ذلك أن الأنشطة الذهنية التي يتطلبها الارتباط بالقرآن وحفظه، مثل القراءة المستمرة وتنشيط الذاكرة والحفظ والتركيز، تُسهم في تقوية خلايا المخ وتحسين نشاطها، مما يقلل من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر ويؤخر تقدمه. كما أن التدبر والسكينة التي يجلبها القرآن يُسهمان في العلاقة بين العقل والروح، ويقويان الذاكرة والحماية من أمراضها.

ومما يقي الكبار أعراض الشيخوخة الحضور الاجتماعي الكثيف، في مقابل العزلة والانكفاء على الذات التي تتسبب في تعجيل مرحلة (أرذل العُمُر)؛ قال تعالى﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [الحج: 5]، وأرذل العمر كما قال ابن عباس: أردؤه، ولقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بالله من أمور خمسة، فقال: “اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذلِ العُمر، وأعوذ بك من فِتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر”؛ [رواه البخاري]، فاستعاذ صلى الله عليه وسلم بالله من أن يرد إلى أرذل العمر فيَنسى بعد تذكُّر، ويَضعُف بعد قوة، ويُصبح كَلًّا على غيره.

عباد الله، ألا تأملت قول ابنتي الرجل الصالح شعيب: ﴿ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]؛ أي: فهذا الحال الملجئ لنا إلى ما ترى؛ فأبونا شيخ كبير لا قوة له على السقي؛ فلذلك احتجنا نحن إلى سقي الغنم، فليس فينا قوة نقتدر بها، ولا لنا رجال يزاحمون الرعاء. وهي إشارة قرآنية عظيمة إلى أمرين، الاستعداد لهذا الضعف من قبل الكبير، والقيام بالواجب تجاهه من قبل أهله وولده من جانب آخر.

وإشارة قرآنية أخرى في قول إخوة يوسف: ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 78]، قالوا مستعطفين ليوفوا بعهد أبيهم: إن له أبًا شيخًا كبيرًا؛ أي: كبير القدر، يحبه ولا يطيق بُعْدَه، فهل قدر الأبناء والبنات ذلك الضعف العاطفي الذي يقع في شراكه الكبير، فتصبح دمعته أقرب، وحزنه أعمق، وولهه على ولده أشدّ، وشفقته عليه أعظم، والصبر عن أشق!!

نعم عباد الله، لقد جاء ديننا العظيم بخُلُقِ البر والإحسان للشيوخ وكبار السن، وأوجب رعاية حقوقهم، وتعاهُدَهم، وعدَّ هذا الأمر من أعظم أسباب التكافل الاجتماعي ومن جليل أعمال البر والصلة؛ ذلك أنه عندما يتقدم العمر ويرقُّ العظم ويشتعل الرأس شيبًا – حينئذٍ يحتاج الكبير إلى رعاية خاصة، واحترام وتبجيل، وحسن صحبة بالمعروف؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”؛ [حديث صحيح، رواه الترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].

وإني لأعرف الأسرة ذات القيم من تربية أولادها على توقير الكبير وتقديره، وتقبيل رأسه، وتقديمه وإكرامه، وأعرف إهمالها لتلك القيم حين أبناءها لا يبالون بالكبير، ولا يحترمونه.

الشيوخ والكبار لهم فضلٌ في الإسلام، ولهم حقوق وواجبات تحفَظ قدرهم؛ فالخير والبركة في ركابهم، والمؤمن لا يُزاد في عمره إلا كان خيرًا له؛ قال صلى الله عليه وسلم: “واجعل الحياة زيادة لي في كل خير”، وفي الحديث: “… وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا”؛ رواهما مسلم.

وكبار السن الصالحون خير الناس؛ ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن بسر: “أن أعرابيًّا قال: يا رسول الله، من خير الناس؟ قال: من طال عمره، وحسُن عمله”؛ لأن من طال عمره، ازداد علمه وإنابته ورجوعه إلى الله عز وجل؛ والشيخوخة المتعقلة موجبة للخير والزهادة في الدنيا.

دخل سليمان بن عبد الملك مرة المسجد، فوجد في المسجد رجلًا كبير السن، فسلَّم عليه وقال: يا فلان، تحب أن تموت؟ قال: لا، قال: ولمَ؟ قال: ذهب الشباب وشرُّه، وجاء الكبر وخيرُه، فأنا إذا قمت قلت: بسم الله، وإذا قعدت قلت: الحمد لله، فأنا أحب أن يبقى لي هذا.

 

 

أيها الأحبة

إن كبار السن أهل تجربة وخبرة ومعرفة بجذور الأمور؛ عَرَكَتْهم الحياة ودرَّبتهم المواقف، وأنضجَتهم الأحداث، ففي صحبتهم بركة؛ ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: “البركة مع أكابركم”؛ قال المناوي: “فالبركة مع أكابركم المجرِّبين للأمور، والمحافظين على تكثير الأجور، فجالِسوهم؛ لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم …”.

وإجلال الكبير يكون من خلال احترامه وتوقيره؛ قال صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”؛ [صحَّحه الألباني في صحيح الترمذي]، وعن أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إن من إجلال الله تعالى: إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط”؛ [حديث حسن، رواه أبو داود]. إن من إجلال الله”؛ أي: تبجيله وتعظيمه، “إكرام ذي الشيبة المسلم”؛ أي: تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه، ونحو ذلك، كل هذا من كمال تعظيم الله؛ لحرمته عند الله؛ [عون المعبود (13/ 132)].

ويظهر ذلك التوقير والاحترام في العديد من الممارسات العملية الحياتية؛ فمن إجلال الكبير بدؤه بإلقاء التحية والسلام عليه، وتقبيل رأسه، وعدم التقدم عليه في دخول، أو سلام، أو جلوس، أو كلام، أو أكل ونحو ذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يسلِّم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي))؛ [رواه البخاري]. وحتى في صفوف الصلاة أن يليَ الإمام مباشرةً كبارُ القوم وذوو المكانة والمنزلة العلمية والعمرية أهلُ العقول والحكمة؛ فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا؛ فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا”؛ [رواه مسلم].

ومن إجلال الكبيرتقديمه في الكلام؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدث عنده اثنان بأمر ما، بدأ بأكبرهما سنًّا، وقال: ” كَبِّرْ كَبِّرْ” [رواه البخاري].

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كَبِّرْ، فدفعته إلى الأكبر منهما”؛ [رواه مسلم].

فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأكرمنا بهذا الدين العظيم.

عباد الله، توبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الأخرى

الحمد لله الذي أعز من أطاعه وأسعده، وأشهد ألا إلا الله وحده لا شريك له ولا ندَّ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أعزه مولاه وأيده، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن والاه.

عباد الله، اتقوا الله، واعلموا بأن من إجلال كبير السن في الحديثمناداتَه بألطف خطاب وأجمل كلام، روى الشيخان عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أنه قال: “لقد كنتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا، فكنت أحفَظ عنه، فما يَمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالًا هم أسن مني“.

ومن إجلال الكبير: الدعاء له بطُول العمر في طاعة الله، والتمتُّع بالصحة والعافية، وبحسن الخاتمة، ومن بر الوالدين الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما؛ قال تعالى﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]. وفي الحديث الذي رواه مسلم: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.

ومن إجلال الكبير: أن يعيش مكفول الحاجات المادية، يُوفَّر له غذاؤه ودواؤه، وملبسه ومسكنه، وأولى الناس بالاهتمام بهذا أسرته وأولاده؛ فكما ربَّاهم صغارًا، يجب أن يَكفلوه كبيرًا إذا كان محتاجًا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولا يجوز لأبنائه وذويه بحال أن يفرِّطوا في هذا الواجب، ولا أن يَمُنُّوا على والديهم بهذا؛ فهي نفقة واجبة وحق مؤكد.

معاشر الأبناء والبنات، لقد أوصى القرآن بالوالدين، وخصَّ بالذكر حالة بلوغ الكبر؛ فقال تعالى﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، ونهى الله تبارك وتعالى في هذه الآيات عن أمرين﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ [الإسراء: 23]؛ الأُفُّ: مجرد التأفف والتضجر، والنَّهر: وهو الزجر، وأمر سبحانه بثلاثة أمور﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾؛ أمر بالقول الكريم اللين، وخفض الجناح، والدعاء لهما، ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾؛ يعني: ادعُ لهما في حياتهما وفي موتهما.

وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه، فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتِني صغيرًا، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا، وإذا أراد أن يدخل صنع مثله.

 أيها الابن البار، احرص على مراعاة كبر والديك، وتذكر أنك وإن كنت قويًا الآن، فستعود يومًا إلى ضعفك الذي كنت عليه، فلا تتكبر عليهما لأجل منصب أو جاه أو مال!!، واعلم بأنك إذا أكرمت شيخًا وأنت شاب، جزاك الله من جنس عملك، فهيأ لك وأنت شيخ من يكرمك وأنت في حاجة إلى الإكرام، وبرِّوا آباءَكم، تَبرَّكم أبناؤكم.

وتتأكد هذه الحقوقُ: إذا كان له حقُّ القرابة كالأخ والعم والخال، فله حق الرحم والكبر.

وتتأكد إذا كان له حق الجوار: فله حقُّ الكِبَر والجوار.

 وتتأكد هذه الحقوقُ أيضًا: إذا كان مؤمنًا تقيًّا صالحًا، ممَّن يُلازم الطاعةَ وبيت الله تعالى.

 وتزدادُ هذه الحقوقُ متانةً ووجوبًا: إذا كان الكبير في بيتٍ من بيوت الله، تكلَّف العناء ليصل إلى المسجد، فالواجب مُراعاته لأجل بيُوت الله، وتحمُّل ما يبدُر منه تعظيمًا لشعائر الله تعالى.

فكيف إذا جمع الكبير الـمُسنُّ كلَّ هذه الحقوق، فكان مسلمًا، قريبًا، وجارًا صالحًا؟!

 فاتقوا الله -يا أمة الإسلام-، وقوموا بواجبكم تجاه من يكبُرُكم سنًّا، وأحسنوا إليهم، فإنَّ الله لا يُضيعُ أجر الْمُحسنين.

اللهم إنك تعلم سرنا وجهرنا، وتسمع كلامنا، وترى مكاننا، لا يخفى عليك شيء من أمرنا، نحن البؤساء الفقراء إليك، المستغيثون المستجيرون بك، نسألك أن تنصر دينك وأولياءك، وأن تحفظ عبادك من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم انصر المجاهدين في الحد الجنوبي وفي كل مكان،  اللهم ألهمنا ذكرك، ووفقنا للقيام بحقك، وبارك لنا في الحلال من رزقك، ولا تفضحنا بين خلقك، يا خير من دعاه الداعون، ورجاه الراجون، يا قاضي الحاجات، ومجيب الدعوات، هب لنا ما سألناه، وحقق رجاءنا فيما تمنيناه، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ما في ضمير الصامتين، أذقنا برد عفوك، وحلاوة مغفرتك، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين.

اللهم أيد وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالحق، وأيد الحق بهم، وهيء لهم البطانة الصالحة الناصحة، التي تعينهم على الخير وتذكرهم به.

اللهم ألهمنا رشدنا، وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، برحمتك يا عزيز يا غفار، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين.