صلاة الوتر

صلاة الوتر

الخطبة الأولى:

الحمد الله أحمده وأومن به وأتوكل عليه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون, من يعتصم بالله ورسوله فقد اعتصم بالعروة الوثقى، وسعد في الأولى والآخرة, {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14]، أسأل الله أن يجعلنا جميعًا ممن يطيعه ويطيع رسوله صلى الله عليه وسلم ويتبع رضوانه, ويتجنب سخطه، فإنما نحن له وبه.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله, وأحثكم على طاعة الله، وأرضى لكم ما عند الله، فإن تقوى الله أفضل ما تحاثّ الناس عليه، وتداعوا إليه، وتواصوا به، فاتقوا الله ما استطعتم، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

أيها الإخوة المؤمنون.. عبادة يهجرها كثير منا في غير رمضان, مع أن أهلها يجدون لها فيه لذة وحلاوة, تلك هي عبادة الخاصة عبادة القيام.

أولئك الذين يستثمرون دقائق الليل الغالية، وسَمِّه – إن شئتَ- : مدرسة المُخلصين، كيف لا وهو جنَّة الله في أرضه للمؤمنين؟ الليل هو بداية الدعوات، ونديم الأنبياء بأجمل العبادات: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ [المزمل: 1 – 2]، وفيه يلتقي المحبون بحبيبهم الأعظم جل وعلا.

في الليل تُسْكَب العَبَرات، وفيه يُتَقَرَّب إلى الله بأحسن الطاعات، في الليل للمقربين ساعات من اللذائذ لا يقبلون بها الدنيا وما حملت، وفيه الليل للمُذنبين مطامع مثلها على البال ما خطرت، فهو أنيسُ الطائعين، وأمَلُ المُذنبين.

الليل يَعشقه الراكعون الساجدون الذاكرون، والذين هم لربِّهم مُستغفرون، فيه آيات للذين هم لربهم ساعون، والذين هم بالخيرات مُسارعون، فيه خلوة التائبين، وفيه ساعة أقربُ ما يكون الله فيها من عباده المؤمنين، بهذا نطَقَ سيِّد المُرسلين في الحديث الصحيح: “إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: هل من سائلٍ فأُعطيَه، هل من داعي فأستجيبَ له، هل من تائبٍ فأتوبَ عليه، هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له، حتى يَطْلُعَ الفجرَ” (صحيح مسلم: 758).

وفي الليل يُعطي ربنا المحتاجين والسائلين من خزائن السموَات والأرَضين، ويُجيب المُضطرين، الليل فقط يَعرفه المُتيقِّظون، ويَغفل عنه أصحاب المُجون اللاهون، ولا يَستطيعه إلاَّ عباد الله المُخلصون، هو كَنز المُدَّخرين إلى يوم الدين، وبالليل يُحصَّل الأمانُ للخائفين، ويَتسابق فيه المُتسابقون؛ ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]. {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16].

هذا هو الليل يا أصحاب الهمم العالية، والآمال الراقية، أمَّا عن أصحاب هذا الليل وصفاتهم وأحوالهم، فهي كما قال الله تعالى في سورة الذاريات: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 16 – 18]. وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” [مسلم ح1163] .

وعن أبي أمامة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم ” [الترمذي ح3549، وصححه الألباني].

عباد الله .. أهل قيام الليل من السابقين إلى الجِنان بغير حسابٍ؛ جاء في الحديث الصحيح الذي أخرَجه أحمد والترمذي: ((إنَّ الملأ يَختصمون في الدرجات والكفَّارات))، وفيه: ((إنَّ الدرجات: إطعامُ الطعام، وإفشاءُ السلام، والصلاةُ بالليل والناس نِيامٌ))[وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 59 في صحيح الجامع].

ولأهل قيام الليل ميزة عظيمة، وبشرى جسيمة، يزفها صاحب رسول الله أبو الدرداء عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ثلاثة يحبُّهم الله، ويَضحك إليهم، ويَستبشر بهم))، ذكَر منهم: ((الذي له امرأة حَسناء وفراشٌ حسنٌ، فيقوم من الليل، فيقول الله: يَذَر شَهوته، فيَذكرني ولو شاء رَقَد، والذي إذا كان في سفرٍ وكان معه رَكْبٌ، فسَهِروا ثم هجَعوا، فقام من السَّحر في ضرَّاءَ وسرَّاءَ))؛ [مستدرك الحاكم 68، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3478)].

وفي مسند إمام أهل السُّنة عن ابن مسعود عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((عَجِبَ ربُّنا من رجلٍ ثار عن وِطَائه ولِحافه من بين أهله وحِبِّه إلى صلاته، فيقول ربُّنا – تبارك وتعالى -: يا ملائكتي، انظُروا إلى عبدي ثارَ من فراشه ووِطَائه من بين أهله وحَبِّه إلى الصلاة؛ رغبةً فيما عندي، وشفَقةً مما عندي))؛ [أخرجه أحمد 3949 ، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حديث حسن (630)].

وقد ذكَر ابن أبي الدنيا سببَ أفضليَّة صلاة الليل، فقال: “لأنها أبلغُ في الإسرار، وأقرب إلى الإخلاص”. ويَكفي في فضْله أنه اقتداءٌ بالنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

وعن عائشةَ أُمِّ المؤمنين أيضًا – تُؤَكِّد ذلك رضي الله عنها – أنَّها قالت لرجلٍ: “لا تَدَع قيامَ الليل؛ فإنَّ رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان لا يَدَعه، وكان إذا مَرِض – أو قالت: كَسِل – صلَّى قاعدًا”[ سُنن أبي داود (1159) وصحَّحه الألباني].

وإن من السنن المؤكدة والأعمال الصالحة الفاضلة التي يُعدُّ من فعلها من قُوام الليل: “صلاة الوتر”، وهو اسم للركعة المنفصلة عما قبلها – فهو يطلق على آخر ركعة بعد الشفع -، ويطلق على الثلاث والخمس والسبع والتسع ركعات إن كانت متصلة والإحدى عشر”، وهذا ما ذكره العلامة ابن القيم في الزاد وابن قاسم في حاشيته.

إن صلاة الوتر فضلها عظيم، وأعظم ما يدل على ذلك هو أنه – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها، بل كان يرغّب فيه بمثل قوله – صلى الله عليه وسلم -: «يا أهل القرآن أوتروا؛ فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر» [أخرجه أبو داود (1416) وصححه الألباني].

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: «أوصاني خليلي – صلى الله عليه وسلم – بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام» (رواه البخاري 1981، ومسلم برقم 721). وقد تذاكرنا فضل صلاة الضحى قبل أسبوعين؛ فهل حافظت عليها فيهما؟

     قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر: 18].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الأخرى:

اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، ولك الحمد على كل قضاء قضيته لنا أو علينا, ولك الحمد أن جعلتنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا بأن العبادة لها شرطان لقبولها: الإخلاص، والاتباع، ولذلك فإني أورد عليكم بعض أحكام صلاة الوتر، أحسن الله نوايانا:

الوتر سنة مؤكدة، وقد أجمع العلماء على أن وقت الوتر لا يدخل إلا بعد العشاء، وأنه يمتد إلى الفجر. فعن أبي بصرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر” (رواه أحمد 23902، وحسنه الهيثمي).

ولقوله – صلى الله عليه وسلم -: «إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر» (سنن أبي داود برقم 1418).

والأفضل تأخير فعلها إلى آخر الليل وذلك لمن وثق باستيقاظه لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل ” (أخرجه مسلم 755).

وليس للوتر ركعات معينة، وإنما أقله ركعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “الوتر ركعة من آخر الليل” (رواه مسلم 752).

ولا يُكره الوتر بواحدة لقوله صلى الله عليه وسلم: “ومن أحب أن يوتر بواحدة، فليفعل” (أخرجه أبو داود).

وأفضل الوتر إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى، ويوتر بواحدة؛ لقول عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة” وفي لفظ “يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة” [(أخرجه أحمد (24581) ، وأبو يعلى (4787)، وأبو داود (1336)].

ويصح أكثر من ثلاث عشرة ركعة، ولكن يختمهن بوتر كما جاء في الحديث: “صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح أوتر بواحدة” [أخرجه البخاري (1086) ، ومسلم (749)].

وفي حديث عائشة رضي الله عنها بيان ما يقرؤه فيها؛ فعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، وَفِي الثَّانِيَةِ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وَفِي الثَّالِثَة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ (أخرجه أبو داود (1424)، والترمذي (467). وحسنه الحافظ ابن حجر في “نتائج الأفكار” 1/ 512).

والقنوت في الوتر مستحب، وليس بواجب، والدليل على مشروعيته: ما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: ” علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت ” (وأخرجه أبو داود (1425)، والترمذي (468) وصححه الألباني).

ومحل القنوت في الوتر في الركعة الأخيرة من الوتر، بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع، كما يصح بعد الرفع من الركوع، وكلها قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.

وقد ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية قضاء الوتر لمن فاته في الليل؛ فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره ” (أخرجه أبو داود 1431، وصححه الألباني).

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر ” (أخرجه الحاكم (1/446، رقم 1136) وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي).

والسنة قضاؤها ضحى بعد ارتفاع الشمس وقبل وقوفها, أي بعد اثنتي عشرة دقيقة من طلوع الشمس، وقبل زوالها بمثلها تقريبًا، ويصليها شفعًا لا وترًا، فإذا كانت عادتك الإيتار بثلاث ركعات في الليل فنمت عنها أو نسيتها شرع لك أن تصليها نهارًا أربع ركعات في تسليمتين، وإذا كانت عادتك الإيتار بخمس ركعات في الليل فنمت عنها أو نسيتها، شرع لك أن تصلي ست ركعات في النهار في ثلاث تسليمات، وهكذا الحكم فيما هو أكثر من ذلك.

ويسن له أن يقول بعقبها: “سبحان الملك القدوس” ثلاث مرات، والثالثة يجهر بها ويمد بها صوته (أخرجه أبو داود: 1430، والزيادة عند الدارقطني).

فيا أيها الأخ الكريم، ذلك فضل الوتر، وهذه بعض أحكامه، فإياك إياك التفريط به وهل يعجز المسلم عن أن يوتر بركعة واحدة؟! ومن أكثر ، فالله أجلُّ وأكثر وأكبر.

وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ترك الوتر، فقال: ” الحمد لله، الوتر سنة باتفاق المسلمين، ومن أصر على تركه فإنه تردُّ شهادته، والوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء، والوتر أفضل الصلاة من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى، بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر، والله أعلم”.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا لقيام الليل وتقبل منا يا رحمن يا رحيم ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، واخذل من خذل هذا الدين . اللهم هيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعته ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتُقام فيه شرائع دينك.

اللهم احفظ إخواننا المسلمين في كل مكان, اللهم احفظ عليهم دينهم وأمنهم وكرامتهم وأعراضهم، وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر جندنا في ساحات القتال على أعدائك وأعدائهم، وثبّت أقدامهم، وارم عنهم، وتقبل شهداءهم، وداوِ جرحاهم. وسائر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.

اللهم أعز ديننا بولاة أمورنا واجعلهم صالحين مصلحين غير ضالين ولا مضلين سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك، ورد كيد الكائدين لبلادنا في نحورهم.

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، غيثًا مُغيثًا، هنيئًا مريئًا، نافعًا غير ضار.

ربنا اغفر لنا ولآبائنا ولمشايخنا وذرياتنا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



اترك تعليقاً