الحمد لله الذي أكرم المؤمنين بضياء الإيمان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز من أطاعه وأذل من أبى بالعصيان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد فأوصيكم – عباد الله – ونفسي المقصرة – بتقوى الله وطاعته، كما أمر بذلك الله جل في علاه فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} [الأحزاب].
أيها الأحبة في الله
كرَّم الإسلام المرأة المسلمة، وأراد لها حياة العفة وحَفِظَها وصانها من الذل والمهانة، ويسَّر لها أجواء سليمة؛ لتنشأ نشأة طيبة، وذلَّل أمامها سبل الحياة الحرة الكريمة، فسقاها وابلاً غدقًا، وأنبتها نباتًا حسنًا بهيجًا طيِّبًا لتُخرِّج ـ بإذن ربها ـ ذريةً طيبة صالحة تَبْنِيَ الحياة على منهجه القويم، وتعمر الأوطان بالخير والأمان، وتغرس في النشء القيم والإحسان، فبيَّنَ أن لها حقوقًا خاصةً داخل نطاق أسرتها وخارجها.
في المجتمعات القديمة كان يُنظَر الى المرأة كسَقَط المتاع، فكرّمها الإسلام وأعاد إليها ما سُلِب من حقوقها، وجعلها شقيقةً للرجل، بينها وبينه حقوق وواجبات بحسب استعداد كل منهما وكفايته وما فطر عليه. قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال” [حسنه ابن حجر من هذا الوجه]. وجعل للرجل عليها القوامة في قوله تعالى: ﴿الرِّجال قَوّامُونَ عَلى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ وبِما أنْفَقُوا مِن أمْوالِهِمْ فالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ…﴾ [التوبة: 34] قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: ” وقِيامُ الرِّجالِ عَلى النِّساءِ هو قِيامُ الحِفْظِ والدِّفاعِ، وقِيامُ الِاكْتِسابِ والإنْتاجِ المالِيِّ، ولِذَلِكَ قالَ: ﴿بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ وبِما أنْفَقُوا مِن أمْوالِهِمْ﴾ أيْ: بِتَفْضِيلِ اللَّهِ بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ وبِإنْفاقِهِمْ مِن أمْوالِهِمْ”. [التحرير والتنوير].
ومن تلك الحقوق: حق الحياة؛ فهي نفس مصون، وعلى قاتلها القَصاص كالرجل تمامًا، كما حرّم وأد البنات وعدَّهُ جريمة منكرة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بأي ذنب قتلت﴾ [التكوير: 8-9].
ولها حق العمل: فللمرأة أن تعمل داخل بيتها بمشروعات تجارية، أو بالعمل عن بعد، ولها أن تعمل خارج منزلها عملاً شريفًا نظيفًا، يتناسب مع فطرتها وأنوثتها، لا تخلو فيه بالرجال الأجانب عنها، ولا يؤثر تأثيرًا سلبيًّا في عمِلها الأساس في بيتها، ولا في تقصر بسببه في واجبها الشرعي تجاه زوجها ورعاية أولادها وتربيتهم، بل تدير مؤسسة الأسرة بقيادة الرجل، تلك المؤسسة التي تنطلق منها كل مؤسسات الحياة على الإطلاق؛ لأن المرأة إذا أهملت بيتها اختل نظام الأسرة وسادت الفوضى في المجتمع كله، قال صلى الله عليه وسلم: ” كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” [رواه البخاري]. وتأمل كيف ربط الله إمامة الناس في شأن من شؤونهم باستقرار الأسرة وهناءتها في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما (74)} [الفرقان].
ومن حقوق المرأة حقُّ التملك: فالمال الذي يأتيها من راتب العمل الذي تقوم به، أو من الصَّداق والمهر، أو من استثماراتها، أو من هبة تُخصُّ بها، أو مما ترثه من أقاربها ليس لأحد أن يأخذ منه شيئًا إلا بإذنها. قال ربنا عزَّ وجلَّ: {وَآتُواْ النَّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئا} [سورة النساء 4/4]. فما أجرمَ من اعتدى على مالِ أنثى يستضعفها، ويأكل تعبَها، ويخدعها، وهو لا يدري بأنه يأكل في بطنه نارًا.
ولها حقُّ طلب العلم والترقي فيه: في المدراس والجامعات ونحوها، وها نحن أولاء نرى بناتِنا ونساءَنا يترقين في أعلى المراتب العلمية والعملية، وهنَّ في حشمة وأدب، ونلن أعلى الشهادات الدولية، روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجالُ بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تُعلّمنا مما علمك الله، قال: “اجتمعن يوم كذا وكذا”، فاجتمعن، فأتاهن النبي صلى الله عليه وسلم فعلَّمَهُن مما علمه الله” [متفق عليه].
وللفتاة حق اختيار الزوج والقبول به؛ سواءٌ أكانت بِكرًا أم ثيبًا، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “تُستأمرُ النساءُ في أَبضاعِهِنَّ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! إنَّهُنَّ يَستَحْيينَ، قال: الأَيِّمُ أَحَقُّ بنفسِها، والبِكرُ تُستأْمرُ، وسُكوتُها إِقرارُهَا” [رجال إسناده ثقات عُدول].
وهذه خَنساءُ بنت خِذام الأنصارية تحكي “أن أباها زوَّجَها وهي ثِيِّبٌ، فكَرِهَتْ ذلك، فأَتَتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرَدَّ نكاحَه” [رواه البخاري] .
ومن حقوق المرأة: المساواة والعدل في القسمة في الحياة: فعن النعمان بن بشير: “أعطاني أبي عَطِيَةً، فقالتْ عَمْرةُ بنتُ رواحَةَ: لا أَرْضى حتَّى تُشْهِدَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي منْ عَمْرَةَ بنتِ رَوَاحةَ عطيَّةً، فَأَمَرتْني أن أُشْهدكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: “أعطيتَ سائرَ ولدكَ مثلَ هذا”؟. قالَ: لا، قال: “فاتَّقوا اللهَ واعدِلوا بينَ أولادِكُم”. قال: فَرَجَعَ فردَّ عَطِيِّتَهُ” .[رواه البخاري] والولد يشمل الذكر والأنثى.
ومن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة أيضًا أنه أقر اختيارها، واحترم رأيها ولم يمنعها من التعبير عن إرادتها، واحترم جوارها، فتلك أم هانئ تجير رجلاً أسيرًا من المشركين، فيصل النبيَّ صلى الله عليه وسلم خبرُ جوارها ويقول: “يا أمَّ هانئٍ، قد أَجَرْنا مَن أَجَرْتِ، وأمَّنَّا مَن أمَّنتِ” [صحيح على شرط الشيخين]، وهذا مضمون قول عائشة رضي الله عنها: “إن كانَتِ المرأةُ لتُجيرُ على المؤمنينَ فيجوزُ” [من صحيح أبي دواد].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [سورة آل عمران 3/195].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الأخرى/
الحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا بأن الأنثى في الإسلام محفوفةٌ بالتكريم، تُولد فيفرح بها المؤمن، ويُربيها فتكونُ له حجابًا من النار، وتتزوجُ فيحثُّه حبيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إكرامها.
في حَجَّة الوداع، ونبي الأمة يضع اللبنات الأخيرة لبنائها الشامخ الخالد، يخص الحبيبُ النساءَ بالحديث عن حقوقهن فيقول: “…إنَّ لَكُم مِن نسائِكُم حقًّا ولنسائِكُم عليكُم حقًّا فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فرُشَكُم من تَكْرَهونَ ولا يأذَنَّ في بيوتِكُم لمن تَكْرَهونَ، ألا وحقُّهنَّ عليكم أن تُحسِنوا إليهنَّ في كسوتِهِنَّ وطعامِهِنَّ” [حديث حسن]. ثم يعظِّم من شأنها أُمًّا فيضاعفُ حقَّها ثلاثة أضعاف على الرجل، كما يعظم عقوقَها على عقوق الرجل، وإن كان العقوق كلُّه من أكبر الكبائر، ففي صحيح البخاري: ” وكان يَنهى عن قِيلَ وقال، وكثرةِ السؤالِ، وإضاعةِ المالِ، ومنَعٍ وهاتِ، وعقوقِ الأُمَّهاتِ، ووَأدِ البناتِ” .
ولها حقُّها في الميراث الذي قسمه لها، فإن مما يشتكي منه بعضُ النساء حرمانَ بعضهن من ميراثهن الذي قسمه الله تعالى لهنَّ بنفسه ولم يقسمْه غيره، فتجد المرأة أو الفتاة المحرومة واقعةً بين نارين: نارِ عداوة إخوانها أو أعمامها إن هي طالبت بميراثها، ونارٍ أخرى هي فَقدُ مالها الذي استحقتْه بإرثها له ممن استحقت منه الميراث، أو من يتعمدُ تأخيرَ قسمة الميراث والمماطلةَ في قسمته لانتفاع بعض الورثة بالمال، فأصبحت تقاسي الظلمَ والحسرةَ ولا حيلةَ لها إلا بالدعاء على من ظلمها. والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ اليتيمِ والمرأةِ” [صحيح].
وجديرٌ بالأقارب أن يتعاونوا على البر والتقوى، فيمنعوا المعتدي على أموال الضعفاء من الورثة، وذلك بنصحه وتذكيره، فإن لم يقبل النصيحة فعليهم إبلاغُ الجهات المعنية بشأنه لكفِّه عن الظلم.
عباد الله، لقد حدد الله تعالى ميراث النساء في كتابه الكريم وتولى القسمة سبحانه بنفسه مما لا يجعل لأحد عذرًا بعدم العدل؛ فالله تعالى هو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين، قال تعالى: { آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)} [النساء]، وليس للعادات القبلية الجاهلية أن تبقى في بلاد الإسلام والتوحيد، فهناك من يأخذ بدعوى ضياع أموال الأسرة إذا كانت الزوجة من خارج تلك الأسرة أو القبيلة، فتُحرم من ميراثِ زوجها بحجة أنها أجنبية من القبيلة أو الأسرة، ومثل ذلك حين تكون الزوجة من دولة أخرى أو قبيلة أو عائلة أخرى، فليتقِ الله من يظلمها يومَ لا ينفعه مالُه ولو جاء بملءِ الأرض ذهبًا ليفتدي به. وقد توَّعد الله تعالى في كتابه الكريم من لا يلتزم بقسمة الميراث كما بيَّنها في كتابه – بالنَّار والعذاب الأليم، فبعدما بيَّن قسمة الميراث وأنه هو العليم بذلك الحكيم بهذه القسمة قال سبحانه: ﴿ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ * تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 12 – 14].
إن الزوج قوَّامٌ على زوجته، وواجبٌ عليه أن يحسنَ معاملتها، ويُطيِّبَ عشرتَها، ويبذلَ المودةَ والرحمةَ لها، ويدخلَ السرورَ على قلبها؛ لأمر الله تعالى الأزواج بذلك، ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾ [النساء19]، وهو مسؤولٌ عنها، ويجبُ عليه السَّعي فيما يصلحها، ولا يذلها ولا يهينها. قال الحبيب عن الذين يضربون نساءهم: “لَيْسَ أولئِكَ بخيارِكُم” [صحيح].
يقول شريحٌ القاضي: رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين أضرب زينبا
قالت عَائِشَةُ رضي الله عنه: «ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا إلا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ…» [رواه مسلم]، وفي حديث عبد اللَّهِ بن زَمْعَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَجْلِدُ أحدُكم امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا في آخِرِ الْيَوْمِ» [رواه البخاري].
فويلٌ لغلاظِ القلوب الذين إذا غضبوا هجموا على نسائهم ركلًا وصفعًا وضربًا بأيِّ شيء، فتسترُ على زوجها، لا خوفًا منه، ولكن حتى لا تكون فتنة بينه وبين أهلها، فلا يَحفظُ ذلك لها، بل يزيدُه ذلك تماديًا في غيِّه، وإصرارًا على ظلمه، والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ظالم سيجد عاقبة ظلمه في يوم لا ينفع فيه قوة ولا جاه ولا مال ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].
اللهم أحينا حياة كريمة طيبة مع بناتنا ونسائنا، واجمعنا بهن في جنات النعيم، {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23)} [الرعد]. {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما (74)} [الفرقان].
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيد بالحق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وأعوانهم، وانصر بهم دينك وكتابك، وأسعد بهم شعبهم وبلادهم.
اللهم انصر عبادك الموحدين والمجاهدين في كل مكان، اللهم انصرهم في الحد الجنوبي على الحوثيين المجرمين، وأعوانهم المجوس الظالمين، وفي كل مكان.
اللهم أغثنا، ولا تحرمنا، وارزقنا وبارك لنا فيما رزقتنا، أنزل الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، واقض الدين عن المدينين، وفرج همنا وهم المسلمين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، واجعلنا ـ جميعا ـ من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وخلفائه وصحبه أجمعين.