فضل حفظ القرآن
الخطبة الأولى:
الحمد لله حمدا يملأ أركان عرشه، وتفيض به أرجاء كونه، وتشرق له الدنيا والآخرة؛ على آلائه العظيمة، ونعمه الجسيمة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، من علَّمه القرآن، وألهمه البيان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه؛ صلاة وتسليمًا أرجو بهما القرب من الرحيم الرحمن.
عباد الله اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، فمن اتقى وأصلح فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
أيها الأحبة في الله..
دعونا نرتحل من هنا إلى هناك، إلى يوم تبعثر القبور، ويحصل ما في الصدور، ويؤتى كل إنسان كتابه بيمينه أو بشماله، {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى} [النازعات: 35]، يتلمس الناس حينئذ من ينظر إليهم بعين رحيمة، من يمد يده لينقذهم من وهدة الذنوب والمعاصي، من يأخذ عنهم ولو سيئة واحدة، أو يهبهم حسنة واحدة؛ لأن الموازين اختلفت اليوم عما كانت قبل ذلك، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون : 101]، فلا نسيب، ولا وجيه، ولا غني ينفعه نسبه أو وجاهته أو غناه، هناك يتلفت الفرد إلى من يشفع له، فتنتكس الشفاعات الدنيئة على وجوهها، حينما يطلبها المشرك ممن أشركه مع الله، وتنقلب المودة إلى عداوة ممن كانت خلتهم ومحبتهم ليست في الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].
ويتبرأ الأتباع من الأسياد، {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]، حينها لا يبقى إلا من أذن الله له ورضي له قولاً، ومن بين الشفعاء يجئ القرآن العظيم لصاحبه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل [تجارة]، قال: فيعطى الملكَ بيمينه، والخلدَ بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن)). فقط .. لا بل يشفع القرآن لصاحبه عند الله، ويقول: ((يا رب حلِّه، فيلبس تاج الكرامة. ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيقال: اقرأ وارقَ، ويُزَاد بكل آية حسنة)) [حديث حسن، انظر صحيح الجامع للألباني برقم: 8030].
وهو مصداق لحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) [صحيح مسلم].
الطريق إلى كسب شفاعة القرآن الكريم هو قراءته، ولكن أية قراءة، إنها قراءة التدبر والوعي والعمل، يقول الله عز وجل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: 24].
وحين تكون من أهل القرآن، فإنك تحظى بالشرف الذي دونه كل شرف، وبالنسب الذي تتضاءل أمامه كل الأنساب، كيف لا.. وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تعالى أهلين من الناس. قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن؛ أهل الله وخاصته)). [رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2165].
صاحب القرآن عزيز في الحياة الدنيا وفي حياة القبور والحياة الآخرة، أما في الدنيا فكما في حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)) [صحيح مسلم].
قال العلماء: يتلون كتاب الله ويتدارسونه: أي يتعاهدونه خوف النسيان، وهو مقدم في إمامة الصلاة على غيره، ((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)) [متفق عليه].
وأما في القبور، ففي حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أُشير إلى أحدهما قدَّمه في اللحد. [رواه البخاري].
وأما في الآخرة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) [صحيح الجامع8122]، وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها بأن عدد منازل الجنة بعدد آي القرآن. فاصعد إن شئت أو اقنع بالقليل من الخير والأجر والنعيم الذي لا حدَّ له.
ومن جمع القرآن ووعاه، وراح يتلوه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضاه الله، فهو في خير عميم لا يعلم مداه إلا الله، ألا يكفيه -وهو يراجعه خوف النسيان- أنه يعبّ من الحسنات المضاعفة عبًّا، ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)). [صحيح الجامع 6469].
قال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين)) [صحيح مسلم]، فالله يرفع بهذا الكتاب: أي بقراءته والعمل به أقوامًا ليسوا في أقوامهم برفيعين، ويضع ويذل بالإعراض عنه، وترك العمل بمقتضاه أقوامًا هم في عرف الدنيا من العظماء.
وقد قسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الناس مع القرآن إلى أربعة أصناف في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، ليس لها ريح وطعمها مر)). [رواه البخاري ومسلم].
فهنيئًا لمن جمع الإيمان والقرآن، وكل هذا الخير الذي يستحق أن تُبَاع له الدنيا، وما حوت لتُشْرَى منه لحظة واحدة.
وهنيئًا لكلِّ والديْن وجهَّا أولادهم ليكونوا من حَمَلة هذا الكتاب العزيز، ففي الحديث الذي رواه أبو داود: ((من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس الله والديه تاجًا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا)). [رواه أو داود].
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إمامًا، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله مجري السحاب، منزل الكتاب، هازم الأحزاب، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله..
وليعلم من يحمل القرآن أنه قد حمل أمرًا عظيمًا، لو أنزل على الجبال لتصدعت، ولذلك فقد رفع الله قدره، حتى جعل إكرامه من إجلاله عز وجل، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى: إكرامَ ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) [حسن، صحيح الجامع 2199].
ليس هذا فحسب، بل جعله مع الملائكة البررة؛ ففي الصحيحين: ((مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران)).
ولكن هذا الفضل كله مشروط بصحة النية وصفائها، فإن الله تعالى أغنى الأغنياء عن الشرك، فلا ينبغي أن يطلب بالقرآن دنيا؛ لأن الدنيا كلها لا تزن حرفًا من هذا الكتاب العزيز الذي حُفِظَ. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يُبتَغَى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة)). يعنى ريحها [صحيح الجامع: 6159].
ولا يجعله مجالاً للتفاخر والتباهي، أو وسيلة إلى جدل عقيم، حتى يبارك له فيه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار)) [صحيح الجامع 7370 ]. وليتذكر حديث أبى هريرة رضي الله عنه حين قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن، ورجل يُقتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يُقال أن فلانًا قارئ، فقد قيل ذاك .. )) الحديث.
وفى رواية مسلم: ((ولكنك قرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار)). [صحيح مسلم واللفظ لغيره].
قد رشَّحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وليعلم أنه لا يكفيه قراءة من قلب لاهٍ، ولا مراجعة محدودة، وهو الكنز النفيس، الذي لا يصح أن يغفل عنه صاحبه. كما أنه لا ينبغي له أن يتكل على جهده، بل عليه أن يلح على الله في الدعاء، فإني سمعت الله تعالى يقول: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17]، قال ابن عباس: “لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل”، وقال مطر الوراق: في قول الله تعالى: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أي: فهل من طالب علم فيُعَان عليه، وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} [الأعلى:6]، فهو وحده سبحانه القادر على أن يجعل العبد يقرأ فلا ينسى.
فإذا أراد استمرار حفظه فليلجأ إلى الله عز وجل داعيًا متضرعًا في الأوقات التي يُرْجَى فيها قبول الدعاء؛ كجوف الليل، وأدبار الصلوات، كأن يقول: اللهم علّمنا من القرآن ما جهلنا وذكِّرنا منه ما نسينا، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك، وترزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عني.
وليعلم أنه إذا أعطاه حقه من التلاوة والمراجعة، فإن ذلك سيكون له عاقبته في الدنيا والآخرة، فقد ورد أن حفظ القرآن ينجّي صاحبه من النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لو جُعل القرآن في إهاب ثم أُلقي في النار ما احترق” [رواه أحمد وصححه الألباني].
وهو أولى الناس بالغبطة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). [رواه البخاري ومسلم].
ولكن القرآن الكريم -وهو أعظم علم يُؤْتَاه العبد- يريد نقاء من المعاصي والذنوب؛ ليبقى؛ قال الإمام النووي رحمه الله: “وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (([رواه الشيخان]. وقد أخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفًا قال: ((ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه؛ لأن الله يقول: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى30]، ثم قال الضحاك: وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن!!
ولذلك ينبغي أن يتحلى الحافظ بالصبر والعزيمة القوية، فكلما داوم على الحفظ وصبر على ما يجده من المشقة في أول الأمر، وجد تيسيرًا، وهذه سنة الله عز وجل: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح 5-6]، {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}[الطلاق: 7] {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف90].
وقد علم المتقنون أن سر إتقانهم هو القيام بالكتاب ليلا، قال تعالى: { مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه)) [رواه مسلم].
أخي الحبيب وبني اللبيب.. يا من حفظ القرآن الكريم، ثم سكن، اعلم بأنك قد قطعت نصف الطريق إلى الخيرية الواردة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) [رواه البخاري]، فكما تعلمت فعلِّم.. لتتواصل قافلة الخير حتى قيام الساعة، وتكون أنت واحدًا من سند القرآن الذهبي الذي فاز به الأخيارُ عبر الأزمان.
ولكن العلم دون العمل وبالٌ على صاحبه، فتذكر دائمًا حديث عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: “كان خُلقه القرآن” [صحيح مسلم]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((القرآن حجة لك أو عليك)) [صحيح مسلم].
ولذلك حثك السلف الصالح ومن صلح من الخلف على أن تكون متميزًا في خُلقك وسمتك وعبادتك ووقارك؛ حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون)).
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكرمنا بأن نكون وأهلينا من أهل القرآن أهل الله وخاصته، إنه جواد كريم. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا، واجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم من أراد بلادنا هذه وسائر بلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل دائرة السوء عليه، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تحرر المسجد الأقصى من أيدي اليهود الغاصبين، وأن تكبتهم، وتزهق باطلهم، اللهم دمِّر عروشهم، وخيّب آمالهم، واجعل دائرة السوء عليهم، ومزّقهم كل ممزق، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
اللهم تقبل توبتنا عن الحرام والمعاصي، وأرشدنا إلى أفضل الطاعات، وعودنا الشكر في السراء، والصبر في الضراء ما أحييتنا. اللهم وفق ولي أمرنا إلى ما تحبه وترضاه، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله عليه، اللهم اجعله ممن يحب بحبك من أحبك، ويعادي بعداوتك من عاداك، إنك أنت السميع المجيب.
ربنا اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.