يهلُّ..
شعر د.خالد بن سعود الحليبي
أنوح وأسلو
وأهوي وأعلو
وأنت على الرمـ
ـش والجفن كحلُ
تَـنَفَّسِي في ضُلُوعِي ضَاقَ بي الحَذَرُ يَكَادُ صَدْرِي مِنَ الكِتْمَانِ يَنْفَجِرُ
إذا تَـنَاءَيْتِ عَنِّي جَفَّ في كَبدِي سِحْرُ الحَيَاةِ وَنَاحَتْ حَوْلِيَ الشَّجَرُ
صُبِّي عَلَى شَوْقِيَ المَوَّارِ إينَاسَا
وأشعلي في زوايا القلبِ نِبْراسا
وصَيِّرِي غُربَتِي روضًا بِهِ ضَحِكَتْ
كُلُّ الطُّيُورِ ، وناغَى نَوْرُهُ آسا
أتدرين حين تحوم الهموم
ويطبق في الروح جفن الغيوم
وتغدو الهناءات في أضلعي
يتيمات حُبِّ وأسرى سقوم
أتدرين حين رأيت الهضاب
وطيارتي فوق هام السحاب
رفي على قلبي رفيف مغان
فرجولتي ظمآنة لحنان
طوفت تحرقني مواجد غربتي
ورجعت يسبقني إليك جناني
يا بسمة الروح الطهور وطلعة الـ
ـالأمل الوضئ .. وهدأة الأشجان
الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. اتصلت.. فكتبت وأنا على مقعدي .. إلى جوار جناح طائرتي!
وسهرتِ مثل جناحِ طائرتي يحِنُّ إليَّ وهـو الآن قربي
عذرا لدمعكِ .. أمي .. غصَّ بي سفري
وجُنَّ وَجْدي .. ولم تشبعْ خُطا وطري
أدميتُ وجهَ المدى من هِّمتي جَلدًا
ووجهكِ السمحُ ملءُ القلبِ والبصر
قاسيتُ من لوعةِ الأشواقِ أفتَكَها
واستشرهَ الغَمُّ حتى هَمَّ بالنَّحَر
لا تسلني عن غروبِ الشمسِ يُدمي مقلتيَّه
عن ذهولٍ غارقِ الأجفانِ يغشى ناظريَّه
كيف غابتْ شمسُ حُبِّي
يا لها دنيا دنيَّه
حين تجبر الحاجة الماسة والفقر المدقع مسلمة عفيفة على الخدمة خارج بلادها، ترى ماذا ستكتب لأولادها في أولى رسائلها؟:
هجرتُ مهدَ الصِّبا والموطنَ الحاني
وعفتُ من أجلكم رَوْحي ورَيْحاني
قالت وقد شَرِقَتْ بالدَّمعِ عيناها
وسَطَّر الهَمُّ في الخدَّينِ نجواها:
ناشدتُكَ اللهَ أن تبقى لتسمعَني
فقد طغى من عصا التَّسيارِ مرماها
دعني أَبُحْ بالذي كَتَّمْتُ من حُرَقٍ
الدَّارُ بعدَكِ يا ليلايَ موحِشَةٌ
لا طلعةٌ من ضِياءِ الشَّمسِ تَخْتَضِبُ
ولا شعَاعٌ مِنَ العينينِ أَلْمَحُهُ
وألمحُ الحُبَّ في شطْئيهما يَثِبُ
باللهِ يا ولدي لا ترمُقِ الحَدَقَا
ولا تلومَنَّ جسمي إذْ طَفَا بَهَقَا
سافرتَ فانطفأتْ في الوجه بسمتُهُ
وأبْحَرَ الوجدُ في الأعماقِ مُنْطَلِقَا