من نور أعينِكم أُضِيءُ جَناني
وأصوغُ من أشجانِكم ألحاني أَشْرَعْتُ في نهري جميعَ زوارقي وجعلتُ مِجدافـيَّ طوْعَ بياني
واحدٌ من بنيك . . تغذَّى بلبانكِ وشَرِبَ من نَهْرِكِ . . وأحبَّ أن يكون نخلةً في رياضِك . حَضَرَ اليوم . . . ليشهدَ هذا العُرْسَ البهيج . . بقلبِ محبٍّ . . ولسانِ شاكرٍ . . وكفٍّ ممدودةٍ بالدعاء.
على الشَّاطئ المحزونِ في أُمِّ سَبْعةِ تموجُ بيَ الذِّكرى وتَطْفَحُ آهتي أُجَدِّفُ بالألحانِ ، أستلهمُ الرُّؤى
أحساءُ هذي نَسْمَةٌ عُذْرِيَّةٌ أهدى شذَاها قَلْبـِيَ الظَّمْآنِ أحساءُ في خَلَدِي تَثُورُ مشاعري
يا مَوردَ العزِّ الذي ناداني
فمنحتُه حِسِّي ونبضَ جَناني ظمآنُ يا نهرَ الخلودِ فروِّني إن كنتَ لا تسقي سوى ظمآن
يا ربِّ تاهت مع الرايات راياتي وأجْفَلَتْ في الدُّرُوبِ الخُضْرِ خُطْوَاتي واسترسلَتْ نشوةُ الآلامِ تذرعُني وتعتلي قِمَّةَ الإحساسِ في ذاتي
من وحي السحب الزيتية: يا خليج عيناك يا مرز العطاء غمام وعلى الشواطئ وحشة وقتام
يا ليلُ . . . جنحُك صَرْخَةٌ خرساءُ من جوفِ اليتيم بل: دمعةٌ رَحَلَتْ على سُفُنٍ مضرجةٍ تهوم من مقلةٍ حمراءَ ما فتئت تنوحُ ولا تريم في خيمةٍ رَسَمَ الطُّغَاةُ على نوافذِها الوجوم
شَكَوْتَ أساكَ ، فاشتعلتْ دِمائي وثارتْ في عُروقي كِبريائي بَثــَــثــْتَ هُمُومَكَ العُظْمَى لقلبٍ تَعَلَّمَ مِنْكَ أَلْوَانَ الشِّفَاءِ تَغَذَّى مِنْ يَراعِكَ ألفَ هَمٍّ
رُدِّي عليهِ رُوَاءَهْ واحميهِ منْ حقدِ الرِّياحْ وهبيهِ ما يُرويهِ منْ أملٍ تَبَدَّدَ بالجِرَاحْ أو ما ترينَ الخوفَ يَسْرِي
يا نجمًا في أُفُقِ العَلْيا تتمنَّى الأفلاكُ مكانَهْ يا روحًا في الأُمَّةِ تسري لتعيدَ لها كُلَّ مكانَهْ أقبِل كالفجرِ يغيرُ على أسرابِ الظُّلْمَةِ وَسناها
يا حَسْرَةً صَرَعَتْ في مُهْجَتِي طَرَبا يا دمعةً بقيتْ في محجري لَهَبا عبدَالرحيم لَهيبُ القلبِ مُضْطَرِمٌ لا العينُ تُطفِئُهُ لو فاقَت السُّحُبا